قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام
ولد إبراهيم عليه السلام ببابل. وكان قومه يعبدون الأصنام، وكان أبوه من يصنعها لهم. ولما كبر تزوج إبراهيم عليه السلام السيدة سارة. قام إبراهيم عليه السلام بدعوة من كانوا يعبدون الأصنام من قومه أن يتركوا عبادة الأصنام ويعبدون الله وحده. فقال هل يسمعون دعاءكم أو يملكون لكم النفع أو الضر. فلما لم يقتنعوا بكلامه أقسم أن يحطم هذه الأصنام، فلما خرجوا إلى العيد أسرع إلى آلهتهم وأخد يكسرها بفأس له. وترك كبير هذه الأصنام ليرجعوا اليه فيسألوه من الفاعل. فعندما عاد القوم وذهبوا للمعبد وجدوا الأصنام محطمة فغضبوا غضباً شديداً. وقالوا : من فعل هذا بألهتنا ؟
فقال بعض القوم : سمعنا فتى يذكرها بالسوء يسمى إبراهيم فأتوا بهذا الفتى أمام الناس ليروا ما سينزل به من عقاب الآلهة، فلما اجتمعوا سألوه : أأنت الذي فعلت هذا بألهتنا يا إبراهيم؟.
قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون. قال قومه : إنهم لا ينطقون فكيف يتعاركون ؟. فقال إبراهيم عليه السلام :
قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95)
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)
قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97)
فجمع قومه كمية كبيرة من الحطب واشعلوا نار عظيمة وألقوا بإبراهيم في النار. فقال الله تعالى للنار يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم. فأنجاه الله من النار. ولما كانت سارة زوجته لا تلد وهبت له جاريتها هاجر ليتزوجها فلما تزوج إبراهيم عليه السلام السيدة هاجر حملت وولدت له إسماعيل عليه السلام.
ثم أمره الله تعالى أن يذهب هاجر وولدها إلى موضع بعيد هو مكة اليوم. فلما شب إسماعيل عليه السلام وصار يسعى في مصالحه كأبيه، رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يؤمر بذبح ولده. وكان هذا اختبارا من الله عز وجل لإبراهيم في طاعة أمر الله. فأجاب إبراهيم أمر ربه وسارع إلى طاعته فقال لابنه : يا بني إني رأيت في منامي أني أذبحك فانظر ماذا ترى. فرد عليه إسماعيل عليه السلام : يا أبتي افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فألقى إبراهيم عليه السلام ولده على وجهه وأراد أن يذبحه فسمى إبراهيم وكبر وتشهد الولد للموت ، ثم أمر السكين على حلقه فلم تقطع شيئاً.
عندها نودي إبراهيم : ( وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ).
إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)
فأنزل الله تعالى كبشاً أبيضاً من السماء فداء لإسماعيل عليه السلام.
ماذا تعلمتم أصدقائي من هذه القصة الجميلة ؟
- نعم رؤيا الأنبياء وحي من الله.
- طاعة الوالدين في غير معصية الله من طاعة الله تعالى.