الشدة أودت بالمهج
معلومات عن القصيدة
من قصيدة المنفرجة للإمام أبو حامد الغزالي الطوسي النيسابوري الصوفي الشافعي الأشعري، أحد أعلام عصره وأحد أشهر علماء المسلمين في القرن الخامس الهجري، (450 هـ - 505 هـ / 1058م - 1111م). كان فقيهاً وأصولياً وفيلسوفاً، وكان صوفيّ الطريقةِ، شافعيّ الفقهِ ، وكان على مذهب الأشاعرة في العقيدة، وقد عُرف كأحد مؤسسي المدرسة الأشعرية في علم الكلام، وأحد أصولها الثلاثة بعد أبي الحسن الأشعري، (وكانوا الباقلاني والجويني والغزّالي). لُقّب الغزالي بألقاب كثيرة في حياته، أشهرها لقب "حجّة الإسلام"، وله أيضاً ألقاب مثل: زين الدين، ومحجّة الدين، والعالم الأوحد، ومفتي الأمّة، وبركة الأنام، وإمام أئمة الدين، وشرف الأئمة.
أبيات القصيدة
الشـــدة أودت بـــالمـــهـــج
يــا رب فــعــجــل بــالفــرج
والأنــفــس أمـسـت فـي حـرج
وبــيــدك تــفــريــج الحــرج
هــاجــت لدعــاك خــواطـرنـا
والويــل لهــا إن لم تـهـج
يــا مـن عـودت اللطـف أعـد
عــاداتــك بـاللطـف البـهـج
أغــلق ذا الضــيــق وشـدتـه
وافـتـح مـا سـد مـن الفـرج
عــجــنــا لجـنـابـك نـقـصـده
والأنــفــس فـي أوج اللهـج
وإلى أفــضــالك يــا أمــلي
يـا ضـيـعـتـنـا أن لم نـعـج
مـن اللمـلهـوف سـواك يـغـث
أو للمــضــطــر ســواك نـجـي
وأســاءتــنـا أن تـقـطـعـنـا
عــن بــابــك حــتـى لم نـلج
فــلكــم عــصـا أخـطـأ ورجـا
ك أبـحـث له مـا مـنـك نـجي
يــا ســيـدنـا يـا خـالقـنـا
قـد ضـاق الحبل على الودج
وعــبــادك أضــحـوا فـي ألمٍ
مــا بـيـن مـكـيـريـب وشـجـي
والأحــشـاء صـارت فـي حـرق
والأعــيــن غــارت فـي لجـج
والأعــيــن صــارت فـي لجـج
غـاصـت في الموج مع المهج
والأزمـــة زادت شـــدتــهــا
يــا أزمــة عــلك تـنـفـرجـي
جــئنــاك بــقــلب مــنــكـسـر
ولســـان بـــالشــكــوى لهــج
وبـــخـــوف الذلة فــي وجــل
لكـــن بـــرجـــاك مـــمــتــزج
فـكـم استشفى مزكوم الذنب
بــنــشــر الرحــمــة والأرج
وبـعـيـنـك مـا نـلقـاه ومـا
فــيـه الأحـوال مـن المـرج
والفــضــل أعــم ولكــن قــد
قــلت ادعــونـي فـلتـبـتـهـج
فــبــكــل نــبــي نــسـأل يـا
رب الأربـــاب وكـــل نــجــي
وبــفــضـل الذكـر وحـكـمـتـه
وبــمـا قـد أوضـح مـن نـهـج
وبـــســـر الأحــرف إذ وردت
وضــيــاء النـور المـنـبـلج
وبـــســـر أودع فـــي بـــطــد
وبــمــا فــي واح مــع زهــج
وبــســر البـاء ونـقـطـتـهـا
مـن بـسم اللضه لذي النهج
وبــقــاف القــهـر وقـوتـهـا
وبـقـهـر القـاهـر المـبـهـج
وبــبــرد المـاء واسـاغـتـه
وعـمـوم النـفـع مـع الثـلج
وبـمـا طـعـمـت مـن التطعيم
ومــــا درجــــت مــــن الدرج
يـا قـاهر يا ذا الشدة يا
ذا البـطـش أغـث ذا الفـرج
يــا رب ظــلمـنـا أنـفـسـنـا
ومـصـيـبـتـنـا مـا حـيث نجى
يــا رب خــلقــنـا مـن عـجـل
فـــذلك نـــدعـــو بـــاللجــج
يـــا رب وليـــس لنــا جــلد
إنـــي والقـــلب عــلى وهــج
يـا رب عـبـيـدك قـد وفـدوا
يــدعــون بــقــلب مــنــزعــج
يــا رب ضــعــاف ليــس لهــم
أحــد يــرجــون لدى الهــرج
يــا رب فـصـاح الألسـن قـد
أضـحـوا فـي الشـدة كالهمج
الســابــق مــنــا صــار إذا
يــعـدو يـسـبـقـه ذو العـرج
والحــكــمــة ربــي بــالغــة
جـــلت عـــن حــيــف أو عــوج
والأمـــر إليـــك تـــديـــره
فـأغـثـنـا بـاللطـف البـهـج
أدرج فـي العـفـو أسـاءتنا
والخــيــبــة إن لم تـنـدرج
يـا نـفـس ومـا لك مـن أحـد
إلا مـــولاك له فـــعـــجـــى
وبـــه عـــوذي وبـــه فـــلذي
ولبــاب مــكــارمــه فــلجــي
كـي تـنـصـلحـي كـي تـنـشرحي
كـي تـنـبـسـطـي كـي تـبتهجي
ويــطـيـب مـقـامـك مـن نـفـر
أضـحـوا في الحندس كالسرج
وفــوا للَه بــمــا عــهــدوا
مـن بـيـع الأنـفـس والمـهج
فــهــم الهــادي وصـاحـبـتـه
ذو الرتـبـة والعطر الأرج
قـوم سـكـنـوا الجرعاء وهم
شــرف الجــرعــاء ومــنـعـرج
جــاءوا للكــون وظــلمــتــه
عــمــت وظــلام الشـرك دجـى
مــا زال النــصــر يـحـفـهـم
والظــلمـة تـمـحـي بـالبـلج
حـتـى نـصـروا الإسلام فعا
د الديـن عـزيـزاً فـي بـهـج
فَــعَــليـهـم صـلى الرب عـلى
مــر الأيــام مــعَ الحــجــج
وَعــلى الصــديــق خـليـفـتـه
وكــذا الفـاروق وكـل نـجـي
وعـلى عـثـمـان شهيد الدار
وفــي فــرقــي أعــلى الدرج
وأبي الحسنين مع الأولاد
كــذا الأزواج وكــل شــجــي
ما مال المال وحال الحال
وســار الســاري فـي الدمـج
يـــا رب بـــهـــم وبـــآلهــم
عــجــل بــالنـصـر وبـالفـرج
واغــفـر يـا رب لنـاظـمـهـا
وله رقـــــى أعـــــلى الدرج
واخـتـم عـمـلي بـخـواتـمـها
لأكـون غـداً فـي الحـشر نجِ
وإذا بـك ضـاق الأمـر فـقل
الشـــدة أودت بـــالمـــهـــج
يــا رب فــعــجــل بــالفــرج