أيا معشر العشاق بالله خبّروا ..
ابيات القصيدة :
أيا معشر العشاق بالله خبّروا .. إذا حلَّ عشقٌ بالفتى كيف يصنعُ ؟
بينما كنت أسير في البادية، إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت :
أيا معشر العشاق بالله خبِّروا ... إذا حل عشق بالفتى كيف يصنعُ.
فكتبت تحته البيت التالي :
يداري هواه ثم يكتم سرَّه ... ويخشع في كل الأمور ويخضعُ.
ثم يقول: عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوبا تحته هذا البيت.
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى ..... وفي كل يوم قلبه يتقطعُ.
فكتبت تحته البيت التالي :
إذا لم يجد صبرًا لكتمان سرِّه ... فليس له شيء سوى الموت ينفعُ.
يقول الأصمعي : فعدت في اليوم الثالث، فوجدت شابًّا ملقىً تحت ذلك الحجر ميتًا، ومكتوبٌ تحته هذان البيتان:
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلِّغوا ... سلامي إلى من كان بالوصل يمنعُ.
هنيئًا لأرباب النعيم نعيمهمْ ... وللعاشق المسكين ما يتجرعُ.
― الأصمعي
من هو الاصمعي ؟
هو أبو سعيد عبد الملك بن قُريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع وإليه نسبتُه من قبيلة باهلة القيسية. كان من الرواة الثقة ، وإمام في اللغة. نشأ الأصمعيّ في البصرة موطن العربية ومحفلِ علمائها في عصره، فتعلم فيها القراءة والكتابة، ثم تعلم وأتقن تجويد القرآن الكريم على يد أبي عمرو بن العلاء (ت 154هـ) أحدِ القُرّاء السبعة، وهو أستاذه في سائر علوم اللغة والأدب، وأكثر من لازمه من شيوخه.
ومما أسهم في ثقافة الأصمعي روايته عن كبار الشعراء كابن ميادة، ورؤبة، والحسين بن مطير الأسدي وابن هرمة وابن الدمينة وغيرهم، وذلك لاعتقاده أن العلم لا يصح إلا بالرواية والأخذ عن أفواه الرجال.