أقوال الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز
تولى الخلافة لعامين كانت كأنها عشرون عاماً على المسلمين لما حل فيها من الخير والبركة، ملأ الدنيا عدلًا ونشر الخير فتغيّرت أحوال الأمّة، يقول عنه الإمام الذهبي: كان عمر بن عبد العزيز حَسَنَ الخَلقِ والخُلق، وافر العلم فقيه النفس، أوّاهًا منيبًا.
وإن لهذا الخليفة مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، حيث يعتبر مجدداً للهدي النبوي ولسيرة الخلفاء الراشدين وقدوة لمن أراد أن يسوس هذه الأمة.
عدل عمر بن عبد العزيز
وفي عدل عمر بن عبد العزيز يروي قاضي الموصل يحيى بن يحيى: بينما عمر بن عبد العزيز يطوف في أسواق حمص، إذ قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، قد سمعت أنك أمرت من كان مظلومًا أن يأتيك، فقد أتاك رجل مظلوم بعيد الدار من عدن، فنزل عمر عن دابّته وقال: ما مظلمتك؟
قال: ضيعة لي وثب عليها رجل ممن ينتسبون إليك وانتزعها مني، فكتب عمر إلى عروة بن محمد والي اليمن يقول: أما بعد، فإذا جاءك كتابي هذا فاسمع بيّنة حامله، فإن ثبت له حقّ فادفع إليه حقّه.
فلمّا همّ بالانصراف ناداه عمر فقال: على رسلك، إنك قد أتيتنا من بلد بعيد، ولا ريب في أنك قد استنفذت في رحلتك هذه زادًا كثيرًا، وأبليت ثيابًا جديدة، وأتعبت دابتك، فحسب عمر كل هذه التكاليف فكانت 11 دينارًا ذهبية، فأمر أنْ تُدفع إليه وقال: انشر هذ الخبر بين الناس، فمن أتانا يطلب مظلمة ندفع إليه حقّه وندفع إليه تكاليف السفر، حتى لا يتثاقل مظلوم عن طلب مظلمته.
أقوال عمر بن عبد العزيز
ومن أروع صور رحمته عدله حيث كان يقول رضي الله عنه :
- انثروا القمح على رؤوس الجبال ؛ لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.
- لا ينبغي للرجل أن يكون قاضياً حتى تكون فيه خمس خصال: يكون عالماً قبل أن يستعمل، مستشيراً لأهل العلم، ملقياً للرثع، منصفاً للخصم، مقتديًا بالأئمة.
- من أراد أن يَصحبَنا فلْيَصحبْنا بِخمسٍ: يُوصل إلينا حاجة مَن لا تصل إلينا حاجته، ويدلّنا على العدل إلى مالا نَهتدي إليه، ويكون عوناً لنا على الحق، ويؤدي الأمانة إلينا وإلى الناس، ولا يغتاب عندنا أحدا.
- إذا مررت بهم فنادهم إن كنت منادياً، وادعهم إن كنت داعياً، ومر بعسكرهم، وانظر إلى تقارب منازلهم.. سل غنيهم ما بقي من غناه؟.. واسألهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون، وعن الأعين التي كانوا للذات بها ينظرون.. واسألهم عن الجلود الرقيقة، والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة، ما صنع بها الديدان تحت الأكفان؟!.. أكلت الألسن، وغفرت الوجوه، ومحيت المحاسن، وكسرت الفقار، وبانت الأعضاء، ومزقت الأشلاء فأين حجابهم وقبابهم؟ وأين خدمهم وعبيدهم؟ وجمعهم وكنوزهم؟ أليسوا في منازل الخلوات؟ أليس الليل والنهار عليهم سواء؟ أليسوا في مدلهمة ظلماء؟ قد حيل بينهم وبين العمل، وفارقوا الأحبة والمال والأهل.
- ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه.
- افضل الأعمال ما أكرهت إليه النفوس.
- كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة (وكان ولاه على بعض أعماله): غرني منك مجالستك القراء، وعمامتك السوداء، وخشوعك، فلما بلوناك ؛ وجدناك على خلاف ما أملناك، قاتلكم الله ! أما تمشون بين القبور؟.
- لا تودن عاقاً، كيف يودك وقد عق أباه؟!. قيل لعمر بن عبد العزيز :ما كان بدء إنابتك ؟ قال: أردت ضرب غلام لي، فقال لي: يا عمر ! اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة.
- أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم، ولا في الصلاة ولكن في الكف عن أعراض الناس.
- عجبت لمؤمن يؤمن أن الله يرزقه ويخلف عليه كيف يحبس ماله عن عظيم الأجر وحسن الثواب.
- قيل لعمر بن عبد العزيز: لو جعلت على طعامك أمينا لا تغتال، وحرسا إذا صلّيت لا تغتال وتنحّ عن الطّاعون.
- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله عندما استعفاه ميمون بن مهران رحمه الله من القضاء فإن الناس لو كان إذا كبر عليهم أمر تركوه، ما قام لهم دين ولا دنيا
- كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم أن أَدِقَّ قلمك وقارب بين أسطرك فإني أكره ان أخرج من أموال المسلمين ما لا ينتفعون به.
- كتب أحد الولاة للخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يطلب مالاً كثيراً ليبني سوراً حول عاصمة الولايه. فأجابه عمر: ماذا تنفع الأسوار؟؟ حصنها بالعدل ونقي طرقها من الظلم.
- فقائم الليل وصائم النهار؛ إن لم يحفظ لسانه؛ أفْلَس يوم القيامة..حيث يُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيتْ حسناته قبل أن يُقضى ما عليه؛ أُخذ من سيئاتهم، فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار..!
- لا تصاحب الفجار فتتعلم من فجورهم، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلّا الأمين، ولا أمين إلّا من خشي ربه، وتخشع عند القبور، وذل عند الطاعة، واستعصم عند المعصية، واستشر الذين يخشون الله.
- إن نفسي تواقة، وإنّها لم تعط شيئاً إلا تاقت إلى ما هو أفضل، فلما أعطيت الذي لا شيء أفضل منه في الدنيا، تاقت إلى ما هو أفضل من ذلك أي الجنة.
- دخل جرير بن عثمان الرحبي مع أبيه على عمر بن عبد العزيز فسأله عن حال أبيه ثم قال له :علمه الفقه الأكبرقال: وما الفقه الأكبر ؟ قال القناعة وكف الأذى.
- اجتنبوا الاشتغال عند حضرة الصلاة، فمن أضاعها فهو لما سواها من شعائر الإسلام أشد تضييعا.
أقوال عمر بن عبد العزيز عن العدل
من أشهر اقواله عن العدل رضي الله عنه :
- من أراد أن يصحبنا فليصحبنا بخمس، يوصل إلينا حاجة من لا تصل إلينا حاجته، ويدلنا على العدل إلى مالا نهتدي إليه، ويكون عونا لنا على الحق، ويؤدي الأمانة إلينا وإلى الناس، ولا يغتاب عندنا أحد. ثم قال، ومن لم يفعل فهو في حرج من صحبتنا والدخول علينا، إني لست بخيركم، ولكني رجل منكم غير أن الله جعلني أثقلكم حملا.
- أي عامل من عمالي رغب عن الحق ولم يعمل بالكتاب والسنة فلا طاعة له عليكم، وقد صيرت أمره إليكم حتى يراجع الحق وهو دميم.
- من أراد أن يصحبنا فليصحبنا بخمس، يوصل إلينا حاجة من لا تصل إلينا حاجته، ويدلنا على العدل. ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير.
- مال السياسة العدل في الإمرة، واعفو من القدرة. لا ينبغي للرجل أن يكون قاضيا حتى تكون فيه خمس خصال، يكون عالما قبل أن يستعمل، مستشيرا لأهل العلم، ملقيا للرفع، منصفا للخصم، مقتديا بالأئمة.
- انثروا القمح على رؤوس الجبال ؛ لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.
- لا تقطع صديقا وإن كفر، ولا تركن إلى عدو وإن شكر.
مقولة عمر بن عبد العزيز عن العدل
يرجع إلى إيمانه بأن العدل أحد نواميس الله في كونه ويقينه التام بأن العدل ثمرة من ثمرات الإيمان، وأنه من صفات المؤمنين المحبين لقواعد الحق بالإضافة إلى السبب الأهم وهو: ما أمر الله به من العدل والإحسان، وأنهما الأسس العامة لأحكام الشرائع السماوية، وما نماه الإسلام في نفس عمر، من حب للعدل وإحياء لقيمه :
- يا أيها الناس من كان عاملا للدولة وليس له مركب يركبه، فليشتر له مركب على حساب بيت مال المسلمين.
- يا أيها الناس من كان عليه دين لا يستطيع قضائه، وقضاؤه على حساب بيت مال المسلمين.
- يا أيها الناس من كان في سن الزواج ولم يتزوج، بزواجه على حساب بيت مال المسلمين.
قالت فاطمة زوجة عمر بن عبد العزيز: دخلت يوما عليه وهو جالس في مصلاه واضع خده على يده ودموعه تسيل على خديه، فقلت: مالك ياعمر فقال، ويحك يا فاطمة، قد وليت من هذه الأمة ما وليت، فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة والمظلوم المقهور، والغريب والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد.
أقوال عمر بن عبد العزيز عن الموت
مما قال الخليفة عمر بن عبد العزيز عن الموت :
- إذا عدت المرضى فلا تنع إليهم الموتى آفة الرئاسة الفخر.
- انكَ إن استشعرتَ ذكرَ الموتِ في ليلِكَ أو نهارِكَ بغَّضَ إليكَ كلَّ فانٍ وحبَّبَ إليكَ كلَّ باقٍ.
- يا ساكن القبر غداً! ما الذي غرك من الدنيا؟ أين دارك الفيحاء ونهرك المطرد؟ وأين ثمارك اليانعة؟ وأين رقاق ثيابك؟ وأين طيبك وبخورك؟ وأين كسوتك لصيفك وشتائك؟.. ليت شعري بأي خديك بدأ البلى.. يا مجاور الهلكات صرت في محلة الموت.. ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خروجي من الدنيا..وما يأتيني به من رسالة ربي.
- في كل يومٍ تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله، فتعيبونه في صدعٍ من الأرض، ثم تدعونه غير موسد ولا ممهد، قد فارق الأحبة، وخلع الأسباب فسكن التراب وواجه الحساب، فهو مرتهن بعمله، فقير إلى ما قدَّم غني عما ترك، فاتقوا الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقعه.
ابيات شعر عن عمر بن عبد العزيز
يا ساكن القبر غداً ! ما الذي غرك من الدنيا ؟ أين دارك الفيحاء ونهرك المطرد ؟ وأين ثمارك اليانعة ؟ وأين رقاق ثيابك ؟ وأين طيبك وبخورك ؟ وأين كسوتك لصيفك وشتائك ؟.. ليت شعري بأي خديك بدأ البلى.. يا مجاور الهلكات صرت في محلة الموت .. ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خروجي من الدنيا .. وما يأتيني به من رسالة ربي.
اقوال عمر بن عبد العزيز عن الأخلاق
كونوا دعاه إلي الله وأنتم صامتون قيل: كيف ذلك قال: بأخلاقكم.
أقوال عمر بن عبد العزيز عن خوف الله
قال له رجل أوصني فقال: أوصيك بتقوى الله وإيثاره تخف عنك المؤونة وتحسن لك من الله المعونة.
ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله فمن رزق بعد ذلك خيراً فهو خير إلى خير.
- ألا وأعلموا أنما الأمان غداً لمَن حذر الله وخافه، وباع نافداً بباقٍ، وقليلاً بكثير وخوفاً بأمان.
- من خاف اللّه أخاف اللّه منه كلّ شيء، ومن لم يخف اللّه خاف من كلّ شيء.
- قال:اللّهمّ إن كنت تعلم أنّي أخاف يوما دون يوم القيامة فلا تؤمّن خوفي.
أقوال قصيرة لعمر بن عبد العزيز
اقوال قصيرة أخرى للخليفة العادل عمر بن عبد العزيز :
- قد أفلحَ مَنْ عُصِمَ من الهوى، والغَضَب، والطمع.
- الصدور خزائن الأسرار، والشفاه أقفالها، والأسن مفاتيحها كل امرئ، مفتاح سره.
- لا تقطع صديقاً وإن كفر، ولا تركن إلى عدو وغن شكر.
- كان عمر بن عبد العزيز (رحمه الله): إذا خطب على المنبر فخاف على نفسه العجب قطعه.
- وإذا كتب كتاباً فخاف فيه العجب مزقه ويقول: اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي.
- من علم أن للكلام ثوابا وعقابا قل كلامه إلا فيما يعنيه.
- لو أن الناس كلما استصعبوا أمرا تركوه ماقام للناس دنيا ولادين.
- ما قرن شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم.
- إنّ الدين ليس بالطنطنة من آخر الليل، ولكن الدين الورع.
- من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل.
- لا ينفع القلب إلا ما خرج من القلب.
- أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة.
- أية نار قدح القادح .. وأي جد بلغ المازح.
- ما وجدت في إمارتي هذه شيئا ألذ من حق وافق هوى. قيدوآ نعم آلله بشكر آلله.
- إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما.