أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر الأخبار

قصة التابعي عمرو بن عتبة الذي لم يهب الأسود

عمرو بن عتبة,عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى,صفة الصفوة عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي,صفة الصفوة

قصة التابعي الذي لم يخف الأسود


اليوم نقف عند مجموعة من هؤلاء الصفوة ومنهم عمرو بن عتبة السلمي عن الاعمش قال :
قال عمرو بن عتبة سألت الله ثلاثا فاعطاني اثنتين وأنا أنتظر الثالثة; سألته أن يزهدني في الدنيا فما أبالي ما أقبل وما أدبر، وسألته أن يقويني على الصلاة فرزقني منها، وسألته الشهادة فأنا أرجوها.

عن السدي قال اشترى عمرو بن عتبة فرساً بأربعة الآلاف درخم فعنفوه، يستغلونه يعني من حوله من المعارف بدأوا يلومونه بأن هذه الفرس استغلوك وباعوا لك إياها بسعر غالي.

فقال: اسمعوا ماذا رد عليهم قال ما خطوة يخطوها يقدمها إلى الغزو إلا وهي أحب إلي من 4 الآلاف.
سبحان الله وهنا يتبين لنا من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة يتبين من هو في حجاب الدنيا ومن رفعت عنه هذه الغفلة وهذه الحجب وبدأ يرى الحقيقة ويرى أن الحياة هي الآخرة.

وعن الحسن بن عمر الفزاري قال حدثني مولى عمرو بن عتبة قال :

استيقظنا يوما حارا في ساعة حارة فطلبنا عمرو بن عتبه، فوجدناه في جبل وهو ساجد، وغمامة تظله وكنا نخرج إلى العدو فلا نتحارس لكثرة صلاته يعني كانوا يظنون أن الله معهم بسبب كرامات هذا الولي الصالح، ورأيته ليلة يصلي فسمعنا زئير الأسد فهربنا
وهو قائم يصلي لم ينصرف فقلنا له أما خفت الأسد ؟

فقال إني لأستحي من الله أن أخاف شيئاً سواه !

فقال إني لأستحي من الله أن أخاف شيئاً سواه طبعا يا اخوه يا أخوات هذه مقامات ودرجات في الايمان ولكن الشرع أباح للمصلي الذي يخاف على نفسه الضرر أن يقطع الصلاة.

وطبعا هذه الكرامات يا اخوه أن ولي صالح غيمة تظله هل تحصل ؟ نعم تحصل وأنواع من الكرامات الخارقة للعادة تحصل لأولياء الله الصادقين، الولي الصالح لا يشهر هذه الكرامات تحصل ؟ نعم.

تحصل ولكنهم بسبب الاخلاص واخفاء هذه الكرامات فهي لا تظهر لنا فهذه الروايات وهذه الآثار هي حقيقية لأنها الآلاف الآثار هذه القصص مما يعني شاهدوه الناس، مما كشف. هذا بعض الذي كشف للناس فألفوا وكتبوا هذه الكتب في كراماتهم رضي الله عنهم وارضاهم.

عن النعمان بن منذر قال: قال رجل للفضل بن بزوان ان فلانا يقع فيك قال لأغيضن من أمره غفر الله له قيل له ومن أمره؟
قال الشيطان !

ومن الصفوة الحارث بن قيس الجعفي عن خيثمة عن الحارث بن قيس الجعفي قال اذا كنت في أمر الآخرة فتمكث يعني لا تستعجل تريث وتخشع.

واذا كنت في أمر الدنيا فتوخى يعني كن حذرا، واذا هممت بخير فلا تؤخره، واذا آتاك الشيطان وأنت تصلي فقال: إإنك ترائي فزدها طولا. يعني عاند الشيطان وزدها طولا لأن الشيطان يريدك أن تقطع هذه الصلاة وتعجل بها من أجل الناس عانده وزدها طولا.

ومن هؤلاء الصفوة : سعيد بن جبير رضي الله عنه وأرضاه، عن عبد الله بن مسلم قال كان سعيد بن جبير اذا قام إلى الصلاة كأنه وتد من ثباته وخشوعه وسكونه.

عن القاسم بن أبي أيوب الأعرج قال: كان سعيد بن جبير يبكي يبكي بالليل حتى عمش، عمش اي ضعف بصره من سيلان الدموع.

عن أبي سنان عن سعيد بن جبير قال لدغتني عقرب فأقسمت علي أمي أن أسترقي فأعطيت الراقي يدي التي لم تلدغ وكرهت أن أحنثها وهذا بلا شك أنه من التوكل الحقيقي.

المؤمن إذا أراد شيئا لا يذهب للرقاة والسبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: هم الذين لا يسترقون لا يطلبون الرقية من أحد ولا يتطيرون.

ولا يتشائمون بالبومة والقط الأسود وكل هذه خرافات لا تنفعك ولا تضرك، عن جعفر قال: قيل لسعيد من أعبد الناس قال رجل اجترح من الذنوب فكلما ذكر ذنوبه احتقر عمله لأن من أخطر الأمور التي يقع بها بعض المتجهين إلى الله أنه اذا استقام وزاد في العبادة وزاد في الطاعة يغتر بعمله، يعجب بعمله والحقيقة أن هذه النوعية من الناس لا يستمرون وينتكسون سريعاً لأن الذي أعطاك هذه الطاعة وأعانك على هذه العبادة هو الله. هو المعين، وهو الهادي.

القوة من الله لولا الله أنت مشلول، فالذي ينسب الفضل كله لله وينكسر، ويتواضع ويعلم أنه تحت رحمة الله هذا الانسان هو الذي يزيده الله من فضله.

وفي مقتل سعيد بن جبير عن داوود بن أبي هند قال: لما أخذ الحجاج  سعيد بن جبير قال ما أراني إلا مقتولا وسأخبركم أني كنت أنا وصاحب لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء ثم سألنا الشهادة فكلا صاحبي رزقها وأنا أنتظرها فكأنه اي سعيد بن جبير رأى أن الاجابة عند حلاوة الدعاء.

ومن هؤلاء الصفوة ابراهيم النخعي عن الأعمش قال: كنت عند ابراهيم وهو يقرأ من المصحف واستأذن عليه رجل فغطى المصحف
وقال لا يرى هذا أنني أقرأ فيه كل ساعة كانوا حريصين جدا أشد الحرص على ألا يجرحوا الاخلاص والصدق الذي بينهم وبين الله سبحانه وتعالى. وكان ابراهيم النخعي يصوم يوما ويفطر يوما، عن الاعمش عن ابراهيم النخعي قال إني لأرى الشيء مما يعاب فما يمنعني من عيبه إلا مخافة أن ابتلى به.

وهنا نصيحة غالية جدا وثمينة، احذر من الاستهزاء او السخرية من هم دونك وأنا رأيت أمام عيني يعني أمور ناس استهزئوا بأشخاص فيهم عيب خلقي أو يستهزئ بانسان بأن عنده معصية، مبتلى بمعصية معينة ويعني يستهزئ به ويحتقره مع الأيام تجد هذا الشخص يبتلى ابتلاء سبحان الله نفس هذا الابتلاء أو أشد من هذا الابتلاء.

لا تستهزئ بأحد ادعو له بالخير واحمد الله على العافية، واذا رأيت المبتلى قل الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا. قلها بنفسك واحمد الله سبحانه وتعالى وادعو له بالرحمة وادعو له بالعافية، وادعو له بالشفاء.

رأيت أمام عيني أناس سبحان الله تكلموا بكلمات يعني وقتها ما انساها يعني تضايقت واقشعر جسمي منها وسبحان الله مع الأيام رأيتهم والله أمام عيني أصيبوا بنفس هذا الابتلاء شيء عجيب.

لا إله الا الله هذا والحمد لله رب العالمين.

من هو عمرو بن عتبة ؟

عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي كان من كبار التابعين ومن أهل الكوفة المعروفين بالعبادة والزهد. كان والده عتبة بن فرقد صحابيًا معروفًا، وعمرو نفسه كان مجتهدًا في العبادة.

صفة الصفوة عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي

404 عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي عن عبد الله بن ربيعة قال: كنت جالساً مع عتبة بن فرقد ومعضد العجلي وعمرو بن عتبة، فقال عتبة بن فرقد: يا عبد الله بن ربيعة ألا تعينني على ابن أخيك، يعينني على ما أنا فيه من عملي؟ قال: فقال عبد الله: يا عمرو أطع أباك.
قال: فنظر عمرو إلى معضد العجلي، فقال له معضد: لا تطعهم واسجد واقترب.
قال عمرو: يا أباه إنما أنا رجل أعمل في فكاك رقبتي فبكى عتبة ثم قال: يا بني إني أحبك حبين حباً لله وحب الوالد ولده، فقال عمرو: يا أبت إنك قد كنت أتيتني بمال بلغ سبعين ألفاً فإن كنت سائلي عنه فهو هذا فخذه، أو فدعني فأمضيه.
قال يا بني فأمضه.
فأمضاه حتى ما بقي منه درهم.
عن الأعمش قال: قال عمرو بن عتبة بن فرقد: سألت الله ثلاثاً فأعطاني اثنتين، وأنا أنتظر الثالثة؛ سألته أن يزهدني في الدنيا فما أبالي ما أقبل وما أدبر، وسألته أن يقويني على الصلاة فرزقني منها، وسألته الشهادة فأنا أرجوها.
عن السدي قال: اشترى عمرو بن عتبة فرساً بأربعة آلاف درهم فعنفوه، يستغلونه، فقال: ما خطوة يخطوها، يقدمها إلى الغزو، إلا وهي أحب إلي من أربعة آلاف.
عن عبد الحميد بن لاحق، عمن ذكره، قال: كان له، يعني عمرو بن عتبة، كل يوم رغيفان يتسحر بأحدهما ويفطر بالآخر.
بشر بن الحارث قال: كان عمرو بن عتبة يصلي والحمام فوق رأسه، والسباع حوله، تحرك أذنابها.
عن شيخ من قريش قال: قال مولى لعمرو بن عتبة رآني عمرو بن عتبة وأنا مع رجل وهو يقع في آخر، فقال لي: ويلك ولم يقلها لي قبلها ولا بعدها نزه سمعك عن استماع الخنا، كما تنزه لسانك عن القول به، فإن المستمع شريك القائل، وإنما نظر إلى شر ما في وعائه فأفرغها في وعائك، ولو ردت كلمة سفيه في فيه لسعد بها رادها كما شقي بها قائلها.
الحسن بن عمرو الفزاري قال: حدثني مولى عمرو بن عتبة قال: استيقظنا يوماً حاراً في ساعة حارة، فطلبنا عمرو بن عتبة فوجدناه في جبل وهو ساجد، وغمامة تظله وكنا نخرج إلى العدو فلا نتحارس، لكثرة صلاته، ورأيته ليلة يصلي فسمعنا زئير الأسد فهربنا وهو قائم يصلي لم ينصرف.
فقلنا له: أما خفت الأسد؟ فقال: إني لأستحيي من الله أن أخاف شيئاً سواه.
عن عيسى بن عمرو قال: كان عمرو بن عتبة بن فرقد يخرج على فرسه ليلاً فيقف على القبور فيقول: يا أهل القبور، طويت الصحف، ورفعت الأعمال.
ثم يبكي، ثم يصف بين قدميه حتى يصبح فيرجع فيشهد صلاة الصبح.
عن علقمة قال: خرجنا ومعنا مسروق وعمرو بن عتبة ومعضد غازين، فلما بلغنا ماسبذان وأميرها عتبة بن فرقد: قال لنا ابنه عمرو بن عتبة: إنكم إن نزلتم عليه صنع لكم نزلاً ولعله أن يظلم فيه أحداً، ولكن إن شئتم قلنا في ظل هذه الشجرة وأكلنا من كسرنا ثم رحنا.
ففعلنا وقطع عمرو بن عتبة جبة بيضاء فلبسها وقال: والله إن تحدر الدم على هذه حسن فرمي، فرأيت الدم يتحدر على المكان الذي وضع يده عليه فمات.
عن عبد الرحمن بن يزيد قال: خرجنا في جيش فيهم علقمة ويزيد بن معاوية النخعي وعمرو بن عتبة ومعضد.
قال: فخرج عمرو بن عتبة وعليه جبة جديدة بيضاء، فقال: ما أحسن الدم يتحدر على هذه.
فخرج فتعرض للقصر فأصابه حجر فشجه، قال فتحدر عليها الدم ثم مات منها فدفناه.
ولما أصابه الحجر فشجه جعل يلمسها بيده ويقول: إنها صغيرة وإن الله ليبارك في الصغير.
عن السدي قال: حدثني ابن عم لعمرو بن عتبة قال: نزلنا في مرج حسن، فقال عمرو بن عتبة: ما أحسن هذا المرج، ما أحسن الآن لو أن منادياً ينادي: يا خيل الله اركبي فخرج رجل، وكان في أول من لقي، فأصيب ثم جيء به فدفن في هذا المرج.
قال: فما كان بأسرع من أن نادى منادياً خيل الله اركبي.
فخرج عمرو في سرعان الناس في أول من خرج، فأتى عتبة فأخبر بذلك فقال: علي عمراً، علي عمراً.
فأرسل في طلبه فما أدرك حتى أصيب، قال: فما أراه دفن إلا في مركز رمحه وعتبة يومئذ على الناس.
هشام صاحب الدستوائي قال: لما مات عمرو بن عتبة دخل بعض أصحابه على أخته فقال: أخبرينا عنه فقالت: قام ليلة فاستفتح {حم} فأتى على هذه الآية { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ} فما جاوزها حتى أصبح.
لا يعرف لعمرو بن عتبة مسند.
شغلته العبادة عن الرواية، وهذه الغزاة التي استشهد فيها هي غزاة آذربيجان، وذلك في خلافة عثمان بن عفان.

التابعي الذي لم يهب الأسود | قصص رجال الصفوة | د.محمد سعود الرشيدي

تعليقات