أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر الأخبار

الصبر على الإستقامة أعظم كرامة

أعظم الكرامة لزوم الاستقامة,ثمرات الاستقامة في الدنيا والآخرة,مظاهر الاستقامة

الصبر على الإستقامة أعظم كرامة للدكتور محمد سعود الرشيدي


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد نتكلم اليوم عن المعية الالهية الخاصة معية، القرب والحب معية الكرامات، والولاية هناك معية إلهية عامة وهي معية الإحاطة والرقابة على كل الخلائق الواردة في كتابه عز وجل : "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر". وهو القائل سبحانه : "وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير". فالمعية العامة هي معية الله ورقابة الله على كل الخلائق مؤمنهم وكافرهم لكن المعية الخاصة هي معية المقربين الصفوة من البشر نحن نتكلم عن مرتبة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك نتحدث عن الحب الإلهي وما أعظمه من حب هو الحب الذي ورد في الحديث القدسي أن الله تعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل وقال يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء يا أهل السماء إن الله تعالى يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.

إنها مرتبة عالية وإنه شرف مهيب أن تقترب من الملك الحق المبين مالك الأكوان أجمعين، أن ينظر إليك بنظرة الحب والقرب أن يواليك ويؤيدك ويحبك ويحفظك وينجيك هو الحب الذي ورد في الحديث القدسي إن الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب.

الله اكبر ما أعظم هذا الشرف ما أعظم هذه الحماية ما أعظم هذا العز، من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته انظروا إلى من بلغ هذه المرتبة ماذا يحدث له. فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سـألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته.

ولكن انتبهوا إن الله تعالى حتى في لحظات الموت ينظر إلى هذا الحبيب، ينظر إلى المؤمن نظرة حب وود ورأفة الله جل جلاله يحب هو الذي علمنا الحب هو الذي أوجد الحب، هو الذي خلق الحب وحبه هو الأقدس سبحانه وتعالى.

قال سبحانه : وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني. (سورة طه:39)
قال جل جلاله : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. (سورة مريم:96)

من مكاسب الاستقامة الرشاد ، الرشد التسديد والتوفيق في اختيارات حياتك التي أحيانا كثيرة تكون مصيرية.

قال سبحانه وتعالى: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. (سورة الأنفال:17)
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها يتولاك سبحانه، يسدد خطاك واختياراتك ويرشدك إلى الطريق الصواب. آيات النصر كثيرة ووعود الله للأتقياء مليئة لا إله إلا هو ولكن المشكلة الحقيقية فينا نحن نحن الذين لم نحقق الإستقامة.

هناك من حققها وقطف الثمار، هناك أولياء أنقياء أتقياء وصلوا إلى الحقيقة وصلوا إلى الله وتحولت حياتهم إلى جنة نعيم وأنهار بينهم وبين الله حب شديد وود وقرب يرون كرامات الله تتنزل عليهم ليلا نهارا بكرة وأصيلا. الكتب ملأى بكرامات الأولياء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وجدوا الله وكلما زادت التقوى كلما زادت العجائب، وكلما زاد الاتساع والانشراح والأمل من وجد الله وجد كل شيء ومن فقد الله فقد كل شيء وهذا والله هو العز الأعلى ماذا بعد الله ؟ لا شيء لا شيء.

قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون. (سورة الأنعام:91)
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. (سورة مريم:96)
أي الحب في قلوب الناس ورضاهم عنه قال ابن كثير يخبر الله تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات في قلوب عباده الصالحين مودة وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "استقيموا ولن تحصوا أي لن تحصوا ثوابه".

وعجائبه وكرامات الاستقامة مع الأسف الناس في غفلة عن هذا الكنز العظيم كنز التقوى. التقوى هي الحل لكل مشاكل البشر عن أبي عمر سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسال عنه أحدا غيرك فقال صلى الله عليه وسلم : "قل آمنت بالله ثم استقم". (رواه مسلم).

وهذه بعض الوصايا على الطريق اعلم رحمك الله أن الذي يصل إلى مرتبة التقوى والولاية لابد أن يمر في اختبارات حتى تكون تقياً يجب عليك أن تتقي أن تتقي الإبتلاءات، والفتن أن تنجح في الإختبارات الإلهية.
قال سبحانه : أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. (سورة العنكبوت:2-3).

التقي إذا عرضت عليه الفتن قال إني أخاف الله رب العالمين التقي يتعامل مع الله بثقة يتعامل مع الله بأنه معه الآن يشاهده ويراه فيعبد الله كأنه يراه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أعلى مراتب الايمان وهي مرتبة الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

قال سبحانه وتعالى : فاصبر إن العاقبة للمتقين. (سورة هود:49). أي الفوز والنجاة والمكافآت كلها تأتي بعد الصبر والنجاح في الابتلاءات فإذا حققنا الصبر عن الفتن أتى النصر، أكبر خسارة أن تخسر لحظة الصبر وتفقد الكنوز والعطايا الالهية العظيمة.

من ترك شيئا لوجه الله فليعلم أن الله يعوضه خيرا لأن الله أكرم سبحانه، لأن الله هو الأكرم تقدست أسماءه وجل جلاله. فإن رآك وأنت تترك هذا الأمر له سبحانه فهذا من علامات وإشارات ومبشرات حب الله لك والعوض القادم.
قال الله تعالى : الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور. (سورة البقرة:257). وأنت على طريق الولاية، وأنت على طريق الحب الإلهي وأنت على طريق النور اعلم أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون وتذكر أنه لا ييأس من رحمه الله لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.

من أعظم الكبائر اليأس من رحمه الله فإن كنت صادقا في نيتك للوصول إلى الله نور السماوات والأرض، فاعلم أن الله سييسر لك الأمر فإن سقطت في معصية في وسط الطريق فانهض واستغفر الله وانكسر بين يديه وتذلل فإنه يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي سبحانه.
اياك أن يوقفك شيء في هذه الرحلة العظيمة انهض مباشرة وبادر رحلتك إلى الله بادر رحلتك إلى الحب الإلهي. 

باب الحب الإلهي يا اخوة يا اخوات، باب عظيم عظيم بحاره سماوية قدسية ترى من خلاله السعادة الأبدية من فتح له هذا الباب
فقد فتح له الكنز الأعظم والحظ الأكبر، هو العالم الذي يفوق جماله كل أحلام البشر.

الصبر على الإستقامة أعظم كرامة (المادة المرئية)

تعليقات