قصص حقيقة مؤثرة عن الشهداء
اليوم نتحدث عن أرقى وأعظم وأسمى درجات البشرية على الاطلاق بعد أنبياء الله ورسله الكرام. نتحدث عن صفوة البشر الذين اختارهم الله اختيارا، انهم الشهداء في سبيل الله.
هذا المؤمن ذهب إلى الله مهاجرا ترك أهله وماله وأبنائه، ترك بيته ترك كل شيء له سبحانه وهل هناك أروع ولا أجمل من لقاء الله عز وجل ؟ قدموا ارواحهم على أكف أيديهم قربة له سبحانه أمنية حياتهم أن ينظر اليهم الله نظرة رضا وحب، امنيتهم العظمى أنه سبحانه ينادي جبريل يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في أهل السماء، يا أهل السماء !
إن الله تعالى يحب فلانا فاحبوه فيحبه أهل السماء. مملكتهم وديارهم الفردوس الأعلى في صحبه الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا يتنعمون بها نعيما لا يخطر على قلب بشر كما ورد في كتاب الله العزيز:
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35). [فاطر:33]
عندما سأل موسى ربه فقال وهو يسأل عن أعلى أهل الجنة منزلة فقال فمن أعلاهم منزلة ؟
فقال الله أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم ترى عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر.
عندما جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد فقال عليه الصلاة والسلام لا أجده فقال هل تستطيع اذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال ومن يستطيع ذلك ؟ رواه البخاري
إن الغبار الذي يصيب المجاهد في سبيل الله فيتسلل إلى جوفه يكون مانعا له من دخان جهنم قال رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم: لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا.
واسمعوا إلى بعض كرامات الله للشهيد فقد روى الترمذي في سننه من حديث المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة، أي من أول دفعة دم ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنثينن وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه.
الله اكبر .. الله اكبر .. الله أكبر ما أعظم شرفه وما أكبر كرامته. الشهيد هو الذي نهانا الله أن نقول عنه ميت، الشهيد لا يموت بل ينتقل مباشرة للكرامات، والابهار للكنوز والعطايا من لدن مجيد حميد فقال سبحانه في سوره البقرة:
ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون.
وقال جل من قائل في آل عمران:
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون.
هم الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة، يعني لا يشعر بألم الموت كرامة من الله له إلا كما يشعر بالقرصة، فتخرج روحه كما تخرج قطرة الماء من فيء في السقاء من سهولة خروجها.
هذا جابر بن عبد الله قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا جابر مالي أراك منكسرا ؟
قلت يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد وترك عيالا، ودينا قال أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك قال قلت بلى يا رسول الله قال ما كلم
الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وأحيا أباك، فكلمه كفاحا فقال يا عبدي تمنى تمنى علي اعطك قال يا رب:
تحييني فاقتل فيك ثانية قال الرب عز وجل: انه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون. قال يا رب فابلغ من ورائي.
قال وانزلت هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا
وفي صحيح ابن حبان ان عمر ابن الجموح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال: يا رسول الله من قتل اليوم دخل الجنة
قال نعم. قال والذي نفسي بيده لا أرجع إلى أهلي حتى أدخل الجنة فقال له عمر بن الخطاب يا عمر لا تألى على الله. أي لا تجزم لنفسك بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عمر فإن منهم من لو أقسم على الله لأبره منهم عمرو بن الجموح يخوض في الجنة
بعرجته.
الله أكبر خرج يتمنى الشهادة مع أنه قد تجاوز 60 من العمر فرزقه الله الشهادة لأنها رزق ولا ينال هذا الرزق العظيم إلا من يسره الله له
عن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد فابشروا يا اخوه واملوا واطمعوا بفضل ربكم.
فقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه.